عيد شم النسيم... ومقتضيات التحريم


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

ملايين المصريين احتفلوا بشم النسيم في أحضان الطبيعة الخلابة... 800 ألف زائر لحديقة الحيوان بالجيزة و600 ألف للحدائق المتخصصة.. زحام بالحدائق والمتنزهات والبلاجات والمزارات السياحية والأثرية بمحافظات مصر.. الرحلات النيلية إلي القناطر الخيرية عادة دائمة في شم النسيم.. استقبلت القناطر الخيرية أمس 1.5 مليون زائر من مختلف المحافظات.. هذه أبرز عناوين الصحافة المصرية في الاسبوع الرابع من شهر أبريل كل عام بمناسبة شم النسيم.

ولاشك أن شم النسيم له مذاقه الخاص عند المصريين وطقوس الاحتفال والاستمتاع به يشارك فيها الجميع صغارا وكبارا حيث يطرح الجميع مشاغلهم جانبا ويكون الهدف الشاغل هو كيفية قضاء يوم عائلي جميل في رحاب الحديقة الخلابة.. ويشهد الكورنيش في ذلك الاحتفال على امتداده زحاما شديدا وتدفقا لجماعات الشباب حاملين أجهزة الكاسيت.. ومرددين الاغاني وحلقات للرقص الجماعي على المراكب النيلية حيث يفضل الكثيرون الذهاب إلي القناطر الخيرية للاستمتاع برحلات اليوم الواحد وبسعر رمزي، كما تشهد حديقة الحيوان في مصر إقبالا مكثفا هذا عدا مليون ونصف في منطقة حمصة ونصف مليون في رأس البر يشاركهم فيها السائحون على الشواطىء..

يحتفل كثير من المسلمين، وغيرهم في مصر بعيد شم النسيم كما يحتفل غيرهم في كثير من البلدان بأعياد الربيع على اختلاف أنواعها ومسمياتها والتي يبدو أنها تقليد أو فرع من عيد شم النسيم.. ومن هذا المنطلق كان لا بد من ذكر جذور هذا الاحتفال وتحذير المسلمين من مخاطر الاحتفال بمثل هذه الأعياد الكفرية على عقيدة المسلم.

 

منشأ التسمية:

عيد شم النسيم من أعياد الفراعنة، وصار في العصر الحاضر عيداً شعبياً يحتفل به كثير من أهل مصر من أقباط ومسلمين وغيرهم.

ويرجع بدء احتفال الفراعنة بذلك العيد رسمياً إلى عام 2700 ق. م على الرغم من أن بعض المؤرخين يؤكد أنه كان معروفاً ضمن أعياد هيليوبوليس ومدينة -أون- وكانوا يحتفلون به في عصر ما قبل الأسرات.

وقد كان الفراعنة يربطون كثيرا بين أعيادهم والظواهر الفلكية ولذلك احتفلوا بعيد الربيع الذي حددوا ميعاده باليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار أي في الخامس والعشرين من شهر برمهات -إبريل- وكانوا يعتقدون -كما ورد في كتابهم المقدس عندهم- أن ذلك اليوم هو أول الزمان، أو بدء خلق العالم.

وأطلق الفراعنة على ذلك العيد اسم -عيد شموش- أي بعث الحياة، وحُرِّف الاسم على مر الزمن، وخصوصاً في العصر القبطي إلى اسم -شم- وأضيفت إليه كلمة النسيم نسبة إلى نسمة الربيع التي تعلن وصوله.

 

عيد الفصح وشم النسيم:

واحتفل بنو إسرائيل بالعيد بعد خروجهم من مصر ونجاتهم، وأطلقوا عليه اسم عيد الفصح، والفصح كلمة عبرية معناها -الخروج- أو -العبور-، كما عدوا ذلك اليوم -أي يوم بدء الخلق عند الفراعنة- رأساً لسنتهم الدينية العبرية تيمناً بنجاتهم، وبدء حياتهم الجديدة.

وهكذا انتقل هذا العيد من الفراعنة إلى اليهود، ثم انتقل عيد الفصح من اليهود إلى النصارى وجعلوه موافقاً لما يزعمونه قيامة المسيح، ولما دخلت النصرانية مصر أصبح عيدهم يلازم عيد المصريين القدماء -الفراعنة- ويقع دائماً في اليوم التالي لعيد الفصح أو عيد القيامة.

 

أطعمة وطقوس:

لشم النسيم أطعمته التقليدية المفضلة، وما ارتبط بها من عادات وتقاليد أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الاحتفال بالعيد نفسه، والطابع المميز له والتي انتقلت من الفراعنة عبر العصور الطويلة إلى عصرنا الحاضر.

وتشمل قائمة الأطعمة المميزة لمائدة شم النسيم: -البيض- والفسيخ- والبصل- والخس- والملانة.

 

 

البيض الملون:

يعد البيض الملون مظهراً من مظاهر عيد شم النسيم، ومختلف أعياد الفصح والربيع في العالم أجمع، واصطلح الغربيون على تسمية البيض -بيضة الشرق-.

بدأ ظهور البيض على مائدة أعياد الربيع -شم النسيم- مع بداية العيد الفرعوني نفسه أو عيد الخلق حيث كان البيض يرمز إلى خلق الحياة، كما ورد في متون كتاب الموتى وأناشيد -أخناتون الفرعوني-.

 

الفسيخ والملوحة والبصل:

ظهر الفسيخ، أو السمك المملح من بين الأطعمة التقليدية في الأعياد الفرعونية عندما بدأ الاهتمام بتقديس النيل: نهر الحياة، -الإله حعبى- عند الفراعنة الذي ورد في متونه المقدسة عندهم أن الحياة في الأرض بدأت في الماء ويعبر عنها بالسمك الذي تحمله مياه النيل من الجنة حيث ينبع -حسب زعمهم-.

وقد كان للفراعنة عناية بحفظ الأسماك، وتجفيفها وتمليحها وصناعة الفسيخ والملوحة واستخراج البطارخ كما ذكر هيرودوث.

كما ظهر البصل ضمن أطعمة عيد شم النسيم وقد ارتبط ظهوره بما ورد في إحدى أساطير منف القديمة التي تروي أن أحد ملوك الفراعنة كان له طفل وحيد، وقد أصيب الأمير الصغير بمرض غامض عجز الأطباء والكهنة والسحرة عن علاجه، فأمر الكاهن بوضع ثمرة ناضجة من ثمار البصل تحت رأس الأمير في فراش نومه عند غروب الشمس بعد أن قرأ عليها بعض التعاويذ، ثم شقها عند شروق الشمس في الفجر ووضعها فوق أنفه ليستنشق عصيرها.

كما طلب إليهم تعليق حزم من أعواد البصل الطازج فوق السرير وعلى أبواب الغرفة وبوابات القصر لطرد الأرواح الشريرة.

 

حكم الاحتفال بشم النسيم:

مما سبق عرضه في قصة نشأة هذا العيد وأصله ومظاهره قديماً وحديثاً يتبين ما يلي:

أولاً: أن أصل هذا العيد فرعوني، كانت الأمة الفرعونية الوثنية تحتفل به ثم انتقل إلى بني إسرائيل بمخالطتهم للفراعنة، فأخذوه عنهم، ومنهم انتقل إلى النصارى، وحافظ عليه الأقباط -ولا يزالون-.

فالاحتفال به فيه مشابهة للأمة الفرعونية في شعائرها الوثنية. إن هذا العيد شعيرة من شعائرهم المرتبطة بدينهم الوثني، والله -تعالى- حذرنا من الشرك ودواعيه وما يفضي إليه كما قال -سبحانه- مخاطباً رسوله -صلى الله عليه وسلم-: "ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين" الزمر: 65-66.

ثانياً: أن اسم هذا العيد ومظاهره وشعائره من بيض مصبوغ أو منقوش وفسيخ -سمك مملح- وبصل وغيرها هي عين ما كان موجوداً عند الفراعنة الوثنيين ولها ارتباط بعقائد فاسدة كاعتقادهم في البصل إذا وضع تحت الوسادة أو علق على الباب أو ما شابه ذلك فإنه يشفي من الأمراض ويطرد الجان كما حصل في الأسطورة الفرعونية، ومن فعل ذلك فهو يقتدي بالفراعنة في خصيصة من خصائص دينهم الوثني، والنبي ---صلى الله عليه وسلم- يقول: "من تشبه بقوم فهو منهم"رواه أحمد -3/50- وأبو داود -5021.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: هذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم كما في قوله  تعالى-: ومن يتولهم منكم فإنه منهم -أ. هـ- الاقتضاء 1/314-.

وقال الصنعاني -رحمه الله تعالى-: فإذا تشبه بالكفار في زي واعتقد أن يكون بذلك مثله كفر، فإن لم يعتقد ففيه خلاف بين الفقهاء: منهم من قال: يكفر، وهو ظاهر الحديث، ومنهم من قال: لا يكفر ولكن يؤدب- سبل السلام -8/248-.

وهذه الاعتقادات التي يعتقدونها في طعام عيد شم النسيم وبيضه وبصله مناقضة لعقيدة المسلم، فكيف إذا انضم إلى ذلك أنها مأخوذة من عباد الأوثان الفراعنة؟ لا شك أن حرمتها أشد لأنها جمعت بين الوقوع في الاعتقاد الباطل وبين التشبه المذموم.

 

فسوق وفجور:

وقد ذكر الشيخ الأزهري علي محفوظ رحمه الله تعالى -عضو هيئة كبار العلماء في وقته في مصر- بعض ما شاهده من مظاهر هذا العيد، وما يجري فيه من فسوق وفجور مما يندى له الجبين حيث تمتلئ فيه المزارع والخلوات بجماعات الفجار وفاسدي الأخلاق، ينزحون جماعات شيباً وشباناً ونساءًا إلى البساتين والأنهار لارتكاب الزنا وشرب المسكرات، يظنون أن ذلك اليوم أبيحت فيه جميع الخبائث لهم.

وأوصى في فتواه بأن على من يريد السلامة في دينه وعرضه أن يحتجب في بيته في ذلك اليوم المشؤوم، ويمنع عياله وأهله، وكل من تحت ولايته عن الخروج فيه حتى لا يشارك اليهود والنصارى في مراسمهم، والفاسقين الفاجرين في أماكنهم، -ويظفر بإحسان الله ورحمته- أ. هـ من الإبداع في مضار الابتداع -275-276-.

وهكذا نجد أن شم النسيم من أعياد الفراعنة وهو لتقديس بعض الأيام تفاؤلاً أو تزلفاً لمن كانوا يُعبدون من دون الله -تعالى- إضافة إلى ما ذكره الشيخ علي محفوظ الآنف الذكر، أنه عيد ينضح بالفجور والفسوق، ويطفح بالشهوات والموبقات، وكل من كتب عن هذا العيد من المعاصرين يذكرون ما فيه من اختلاط، وتهتك في اللباس، وعلاقات محرمة بين الجنسين، ورقص ومجون، إضافة إلى المزامير والطبول وما شاكلها من آلات اللهو، فيكون قد أضيف إليه مع كونه تشبهاً بالوثنيين في شعائرهم جملة من مظاهر الفسق والفجور كافية في التنفير عنه، والتحذير منه.

 

مغبة التقليد:

قال -تعالى-: "إن الدين عند الله الإسلام" آل عمران: 19-، وقال عز من قائل: "ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين" آل عمران: 85-، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار" رواه مسلم -153-، وجميع الأديان الموجودة في هذا العصر -سوى دين الإسلام- أديان باطلة لا تقرب إلى الله تعالى بل إنها لا تزيد العبد إلا بعداً منه -سبحانه وتعالى- بحسب ما فيها من ضلال.

وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن فئاماً من أمته سيتبعون أعداء الله -تعالى- في بعض شعائرهم وعاداتهم، وذلك في حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم، قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى، قال: فمن؟ - أخرجه البخاري -732- ومسلم -2669-.

وقد وقع ما أخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم-، وانتشر في الأزمنة الأخيرة في كثير من البلاد الإسلامية إذ اتبع كثير من المسلمين أعداء الله -تعالى- في كثير من عاداتهم وسلوكياتهم، وقلدوهم في بعض شعائرهم، واحتفلوا بأعيادهم.

 

الولاء والبراء:

ولا شك أن من الأصول العظيمة التي هي من أصول ديننا الولاء للإسلام وأهله، والبراءة من الكفر وأهله، ومن حتميات تلك البراءة من الكفر وأهله تميز المسلم عن أهل الكفر، واعتزازه بدينه وفخره بإسلامه مهما كانت أحوال الكفار قوة وتقدما وحضارة، ومهما كانت أحوال المسلمين ضعفا وتخلفا وتفرقا ولا يجوز بحال من الأحوال أن تتخذ قوة الكفار وضعف المسلمين ذريعة لتقليدهم ومسوغا للتشبه بهم كما يدعو إلى ذلك المنافقون والمنهزمون وذلك للنصوص التي حرمت التشبه بالكفار ونهت عن تقليدهم.

قال -تعالى-: "لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم" المجادلة: 22، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: المشابهة تورث المودة والمحبة والموالاة في الباطن، كما إن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر، وقال -أيضا- تعليقا على آية المجادلة: فأخبر -سبحانه- أنه لا يوجد مؤمن يواد كافرا، فمن واد الكفار فليس بمؤمن، والمشابهة الظاهرة مظنة المودة فتكون محرمة، وثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من تشبه بقوم فهو منهم".

قال شيخ الإسلام: وهذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم كما في قوله -تعالى-: "ومن يتولهم منكم فإنه منهم" المائدة: 51" - الاقتضاء -1/732-.

وقد اتفق أهل العلم على تحريم حضور أعياد الكفار والتشبه بهم فيها وهو مذهب الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة انظر الاقتضاء -2/425- وأحكام أهل الذمة لابن القيم -2/227 -527- والتشبه المنهي عنه في الفقه الإسلامي -533- لأدلة كثيرة جداً.

 

واجب المسلم:

وبعد عرض جذور هذا العيد ونشأته ومظاهره وشعائره فإنه يمكن تلخيص ما يجب على المسلم في الآتي:

أولاً: عدم الاحتفال به، أو مشاركة المحتفلين به في احتفالهم، أو حضور الاحتفال به وذلك لما فيه من التشبه بالفراعنة الوثنيين ثم باليهود والنصارى.

ثانياً: عدم إعانة من يحتفل به من الكفار أقباطاً كانوا أم يهوداً أم غيرهم بأي نوع من أنواع الإعانة، كالإهداء لهم، أو الإعلان عن وقت هذا العيد أو مراسيمه أو مكان الاحتفال به، أو إعارة ما يعين على إقامته، أو بيع ذلك لهم، فكل ذلك محرم لأن فيه إعانة على ظهور شعائر الكفر وإعلانها، فمن أعانهم على ذلك فكأنه يقرهم عليه، ولهذا حرم ذلك كله.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء مما يختص بأعيادهم لا من طعام ولا لباس ولا اغتسال ولا إيقاد نار ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة أو غير ذلك، ولا يحل فعل وليمة ولا الإهداء ولا البيع بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك، ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ولا إظهار الزينة، وبالجملة: ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام" مجموع فتاوى -الفتاوى 25/329-.

ثالثاً: الإنكار على من يحتفل به من المسلمين، ومقاطعته في الله -تعالى- إذا صنع دعوة لأجل هذا العيد، وهجره إذا اقتضت المصلحة ذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية  -رحمه الله-: "وكما لا نتشبه بهم في الأعياد فلا يعان المسلم في ذلك بل ينهى عن ذلك، فمن صنع دعوة مخالفة للعادة في أعيادهم لم تُجب دعوته، ومن أهدى من المسلمين هدية في هذه الأعياد مخالفة للعادة في سائر الأوقات غير هذا العيد لم تقبل هديته خصوصاً إن كانت الهدية مما يستعان بها على التشبه بهم كما ذكرناه، ولا يبيع المسلم ما يستعين به المسلمون على مشابهتهم في العيد من الطعام واللباس ونحو ذلك لأن في ذلك إعانة على المنكر" الاقتضاء 2/519-520-.

وبناء على ما قرره شيخ الإسلام فإنه لا يجوز للتجار المصريين من المسلمين أو في أي بلاد يحتفل فيها بشم النسيم أن يتاجروا بالهدايا الخاصة بهذا العيد من بيض منقوش، أو مصبوغ مخصص لهذا العيد، أو سمك مملح لأجله، أو بطاقات تهنئة به، أو غير ذلك مما هو مختص به لأن المتاجرة بذلك فيها إعانة على المنكر الذي لا يرضاه الله تعالى ولا رسوله -صلى الله عليه وسلم- كما لا يحل لمن أهديت له هدية هذا العيد أن يقبله لأن في قبولها إقراراً لهذا العيد، ورضاً به.

ولا يعني ذلك الحكم بحرمة بيع البيض أو السمك أو البصل أو غيره مما أحله الله -تعالى-، وإنما الممنوع بيع ما خصص لهذا العيد بصبغ أو نقش أو تمليح أو ما شابه ذلك، ولكن لو كان المسلم يتاجر ببعض هذه الأطعمة، ولم يخصصها لهذا العيد لا بالدعاية، ولا بوضع ما يرغب زبائن هذا العيد فيها فلا يظهر حرج في بيعها ولو كان المشترون منه يضعونها لهذا العيد.

عدم تبادل التهاني بعيد شم النسيم لأنه عيد للفراعنة ولمن تبعهم من اليهود  والنصارى، وليس عيداً للمسلمين، وإذا هنئ المسلم به فلا يرد التهنئة، قال ابن القيم  -رحمه الله-: "وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل: أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنـزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك وهو لا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه" أ. هـ -أحكام أهل الذمة 1/441-442-.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply