الحبة السوداء


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

الحمد لله الذي أنعم على عباده بنعمة الصحة والعافية وأرشدهم بالفطرة والدراسة إلى ما فيه خيرهم ليعيشوا بسلامة وهناء لأنّ الإنسان على مرّ الزمان قد تعتريه وعكة الأبدان فيصاب بالداء فلا يهنأ بعيش، لذلك كانت قيمة الدواء تؤخذ من مصدره فكما كان المصدر قوياً كان الدواء نافعاً، فالدواء الذي معنا ليس من تركيبات البشر ولا من اختراعاتهم، إنه وحي من السماء، إنه علاج سيد الأنبياء محمد -صلى الله عليه وسلم- طبيب البشرية، رسول الرحمة والمعجزات.

فقد دلنا على حبة فيها شفاء من كل داء ألا وهي الحبة السوداء.

قال -صلى الله عليه وسلم-: (عليكم بهذه الحبة السوداء فإنّ فيها شفاء لكل داء إلا السّام)(1).

 

صفاتها:

هي حبة سوداء، حجمها كالسمسم رائحتها طيبة، وهي من الفصيلة الجوزية، تزرع لحبها وزهرها ولها أسماء عديدة ففي مصر تسمى بحبة البركة أو الكمون الأسود، وفي اليمن بالقحطة، وفي إيران بالشونيز، وباللاتيني النغللون وتسمى كذلك بالبشمة، ولها منافع كثيرة، وفيها من البركة وعظيم الفائدة مما جعل اسمها على مسمى.

 

مكونات الحبة السوداء:

تتكون الحبة السوداء من عناصر فعالة عجيبة الفوائد فمن مكوناتها:

الفوسفات والحديد والفوسفور والكربوهيدرات والزيوت التي تحمل سرّها وأسرارها، ونسبته فيها 28% تقريباً وقد ثبت طبياً أنّ الحبة السوداء تحتوي على الكثير من المضادات الحيوية المدمرة للفيروسات وغيرها من الجراثيم والميكروبات ويوجد فيها الكاروتين المضاد للسرطان وبها هرمونات جنسية مقوية ومخصبة ومنشطة، يوجد فيها مدرّات للبول والصفراء وتحتوي على أنزيمات مهضمة ومضادة للحموضة وبها مواد مهدئة ومنبهة معاً.

 

الفوائد الطبية للحبة السوداء:

إنّ ما تحتويه الحبة السوداء من أسرار وعجائب ومنافع ليقف العقل البشري مندهشاً وحائراً أمام عظمة الخالق - سبحانه وتعالى-فهي تغني عن الصيدلية والطبيب وتفيد في علاج الكثير من الأمراض كارتفاع ضغط الدم والراحة النفسية والعصبية وأمراض العيون وضغط البصر والبروستات والقرحة والدوخة وطنين الأذن والضعف الجنسي وفي علاج الخمول والكسل، ولها باع واسع في علاج عسر الولادة وإدرار حليب المرضع وطرد الديدان والتئام الكسور والروماتيزم وفي علاج الربو وحب الشباب وجلاء الوجه وجماله وفي علاج المرارة وحصواتها والتهاب الكبد والقولون ووقف الإسهال وآلام الأسنان واللوز والحنجرة واضطرابات الغدد وأمراضها وفي تساقط الشعر وأمراض الصدر والبرد والأميبيا والبلهارسيا.

أيضا تستخدم في علاج القروح والجدري والبرص والرعشة والكابوس ومرض الصفراء، وغير ذلك من الأمراض التي تصيب البشرية في أيامنا هذه نتيجة تناول العقاقير الكيماوية التي تترك آثاراً جانبية ضارة بصحة الإنسان.

فلماذا لا نشمّر عن سواعد الجدّ والإيمان ونعود إلى الله -سبحانه وتعالى- وإلى القرآن الكريم، ونتجول في رحابه الطاهرة، نزكي النفس ونمتع العقل ونهذّب الروح والقلب ونبحث في معانيه التي لم تترك شاردة ولا واردة في حياتنا إلا وتطرقت إليها وكشفت عنها ستار الغموض..... وفتحت أمامنا أبواباً واسعة للدخول إلى سعادة الدّارين: الدنيا والآخرة، وهو القائل في كتابه العزيز: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة ولا يزيد الظالمين إلا خسارا)(2).

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

الهوامش:

1.    أخرجه البخاري. والسام: الموت

2.    سورة الإسراء الآية: 82     

3.    الطب النبوي: لابن القيم الجوزية    

4.    الشفاء بالأعشاب والنباتات الطبية لمحمد الصايم.

5.    معجزات الشفاء تأليف محمد عزت محمد عارف.

6.    التداوي بالأعشاب للدكتور أمين رويحة.

7.    خلاصة تذكرة داود الأنطاكي حسين عصفور.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply